محادثات سيسرك 3: ’مستقبل العمل في ظل الذكاء الاصطناعي: الفرص والتحديات‘
التاريخ : 07 مايو 2025
مكان الانعقاد: أنقرة تركيا

نظم سيسرك الجلسة الثالثة من سلسلة محادثات سيسرك تحت شعار "مستقبل العمل في ظل الذكاء الاصطناعي: الفرص والتحديات". وجمعت الجلسة خبراء لمناقشة مستويات التفاوت في تطوير وتنفيذ أدوات الذكاء الاصطناعي، مع استكشاف استراتيجيات مختلفة لضمان تكافؤ الفرص.

وشكلت هذه الجلسة منصة لاستكشاف الأبعاد الرئيسية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الشواغل الأخلاقية وتأثيرها على سوق العمل والفجوة الرقمية المتزايدة بين البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية.

واستضافت هذه الجلسة من سلسلة محادثات سيسرك سعادة السيد ياسر أحمد حسن، مدير مكتب منظمة العمل الدولية في تركيا، والسيدة فيديريكا إيرين فالومي، رئيسة البرنامج في مصرف الأمم المتحدة للتكنولوجيا لأقل البلدان نموا. حيث تدارسا التأثيرات متعددة الأوجه للذكاء الاصطناعي على سوق العمل - انطلاقا من كمية ونوعية الوظائف إلى التحول الهيكلي.

واستهلت الجلسة باستطلاع مباشر حول أنماط استخدام الذكاء الاصطناعي. وأظهرت النتائج أن 85% من المشاركين كانوا على دراية بأدوات الذكاء الاصطناعي و88% منهم قد استخدمها. ومن بين المجيبين، 79% أعربوا عن وجهة نظر إيجابية للذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية. لكن 81% أعربوا عن مخاوفهم بشأن الشواغل الأخلاقية لأنظمة الذكاء الاصطناعي.

وسلط السيد حسن الضوء على التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي والفرص التي يتيحها في عالم الشغل. وبإقراره بخطر فقدان الوظائف، أكد أنه يمكن التخفيف من هذه المخاطر من خلال الحوكمة الجماعية وتطوير السياسات الملائمة، مشيرا إلى أن قطاعات مثل الإدارة والتصنيع وتجارة التجزئة والرعاية الصحية من بين القطاعات الأكثر هشاشة أمام الذكاء الاصطناعي. كما أشار إلى أن 55% من الوظائف المستقبلية غير محددة الهوية، مما يؤكد الحاجة إلى النهوض بالمهارات وصقلها مع التركيز بشكل خاص على أهمية التعلم مدى الحياة. وحذر أيضًا من أن الافتقار إلى سياسات خاصة بالذكاء الاصطناعي في معظم البلدان الأقل نموا قد يؤدي إلى تعميق فجوة التنمية.

وسلطت السيدة فيديريكا الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشددة على ضرورة تركيز بلدان منظمة التعاون الإسلامي على تحسين البنية التحتية لاعتماد الذكاء الاصطناعي. كما ناقشت الإمكانات الإيجابية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك خلق فرص العمل ونمو الإنتاجية، بالإضافة إلى المخاطر المحتملة، مثل فقدان الوظائف وانخفاض المشاركة في سوق العمل. وشددت السيدة فالومي على أن أقل البلدان نموا يجب أن لا تستبعد من الرقمنة، لأن ذلك قد يفضي إلى تراجع مستويات النمو وارتفاع التكاليف. ودعت إلى الاستثمار في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتعلم مدى الحياة والمهارات الشخصية، كذلك الاستراتيجيات الوطنية للابتكار التكنولوجي والحوافز الحكومية.  وأشارت إلى أن 6 فقط من أصل 44 بلدا من أقل البلدان نموا لديها سياسة وطنية للذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى توسيع فجوة التنمية. بالإضافة إلى ذلك، قامت بتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها أقل البلدان نموا في الوصول إلى البيانات وإعادة تأهيل العمال خاصة في قطاع العمل غير الرسمي.

اختتمت الفعالية بجلسة للأسئلة والملاحظات من المشاركين، حيث قدموا رؤى قيمة للمناقشة، كما تلتها فرص قيمة للتواصل فيما بينهم.

ومن الجدير بالذكر أن سلسلة محادثات سيسرك هي مبادرة حديثة، أطلقت عام 2025، تستضيف مكتبة الأقصى في سيسرك من خلالها خبراء بارزين من مجالات متنوعة.  وتشكل هذه المبادرة منصة هامة لتبادل المعارف حول مواضيع متنوعة، بمشاركة جمهور من خلفيات متنوعة، كما تجسد فرصة لجمع ممثلي بعثات البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الدولية وجمعيات الطلاب الدوليين في أنقرة.

الصور